قال الشيخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد
قال الشيخ رحمه الله:
يجب على المسلمين أن يعتقدوا أن الله ذات متصف بالكمال منزه عن النقص، الكمال الذي هو في حقه كمال ما هو بعيد عن التشبيه بخلقه، فكمال الله أزلي أبدي لا يزيد و لا ينقص، الترقي في حق الله مستحيل أما في حق غيره كمال، إذا قلنا ذاته متصف بالكمال إنما نعني ما هو كمال في حقه لا نعني ما هو كمال في حق المخلوق، المخلوق مهما علت مرتبته يقبل الزيادة العقل يصحح له الزيادة بالترقي في الكمالات.
الله تعالى يستحيل عليه أن يكون مترقيا في الكمال لأن كماله أزلي أبدي لا يقبل الزيادة و النقصان، و إنما كان كذلك لأن الذي يزيد و ينقص لا بد من أن يكون له من يجعله في الترقي، فالله تعالى لا يحدث له في ذاته شئ لم يكن في الأزل فامتنع أن يكون كمال الله تعالى قابلا للزيادة أو قابلا للنقصان.
الله تعالى أزلي أبدي لم يستفد من خلقه شيئا من الكمال، يستحيل عليه أن ينتفع من غيره أو أن ينضر، لأن الألوهية من خصائصها الأزلية، و معنى الأزلية أن لا يكون لوجوده ابتداء، فما لا ابتداء لوجوده لا يطرأ عليه صفة حادثة، لذلك وجب أن يكون كمال الله لا يقبل الزيادة و لا النقصان